إقتصادسلايدر

جيل أطلسي أكبر من القادة الشباب المؤثرين

ينشر مركز السياسات من أجل الجنوب الجديدكتاباً يضم 30 نبذة عن قادة الحوارات الأطلسية الناشئين

إن تمكين القادة الشباب والنهوض بالحوار بين الأجيال ورأب الصدع بين الشمال والجنوب من خلال محادثات أكثر توازناً… كلها أسس ترتكز عليها مهمة مركز الدراسات المغربي، “مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد“، وبرنامجه الرائد الخاص بالمهنيين الشباب، برنامج ” (AD”الحوارات الأطلسية للقادة الشباب الناشئينEL).

ويستطلع الكتاب، الذي نُشِر اليوم، مسارات ثلاثين خريجاً من خريجي برنامج “الحوارات الأطلسية للقادة الشباب الناشئين” وتطلعاتهم وقصصهم الشخصية، شباب طموح ينحدر من مختلف البلدان المطلة على المحيط الأطلسي من إفريقيا ومنطقة البحر الكاريبي وأمريكا اللاتينية وشمال أمريكا وأوروبا.

من هم هؤلاء الشباب الناشئون؟

يعد العديد من الخريجين روادَ أعمال ورواد أعمال داخليين يدفعهم التأثير الذي يحدثونه في مجالات تخصصهم التي تشمل على سبيل المثال الزراعة والتكنولوجيا والسياسات العامة والتدريب والأزياء. ومن بينهم مهندسون ومهندسون معماريون وباحثون وصحفيون وموظفون حكوميون وأعضاء في المجتمع المدني.

وقد تم اختيارهم جميعاً للمشاركة في برنامج الحوارات الأطلسية للقادة الشباب الناشئين المعد بعناية والذي يسبق مؤتمر “الحوارات الأطلسية” الذي ينظمه “مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد” في ديسمبر من كل سنة بمراكش. حيث تجتمع مجموعة مكونة من 30 إلى 50 قائداً ناشئاً سنوياً منذ 2012 قبل المؤتمر بثلاثة أيام لمناقشة القضايا الاستراتيجية الرئيسية المتعلقة بالتنمية والتعاون الأطلسيين وحضور ورشات مع خبراء رفيعي المستوى.

هذا ويتسم مجتمع الخريجين، البالغ عددهم 350 شخصاً والمنحدرين من 67 دولة، بالتنوع والشمولية والترابط بين أعضائه، حيث إنهم في الغالب ما تكون لديهم جنسيات متعددة ويبنون علاقات قوية. كما أنهم يتفاعلون مع بعضهم البعض ومع “مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد” على حد سواء بتلقائية وبطلب من المركز الذي يدعو خريجي البرنامج للتحدث في المؤتمرات التي ينظمها والمساهمة في إصداراته التحليلية تكريساً لروح الحوار بين الأجيال.

وعلى سبيل المثال، نذكر الخريجة إديا إريلي، الحاملة للجنسيتين الأمريكية والنيجرية، والتي أمضت بعض الوقت في تدريب القادة الشباب في أمريكا اللاتينية من ميديلين في كولومبيا، أما بشرى عبادي، التي نشأت في مدينة ميسيساغا بكندا في كنف والدين من اللاجئين الأفغان، فتناصر تغيير مقاربة تناول قضايا مجتمعات المهاجرين والفئات المهمشة، بينما تدرس كلاريسا ريوس روخاس (بيرو) المخاطر الوجودية على البشرية في جامعة “كامبريدج”. ويُعد خريجو برنامج “الحوارات الأطلسية للقادة الناشئين” جزءاً من جيل القادة الذين يركزون على تحقيق التغيير “بالكثير من الأفعال وقليل من الكلام” بحسب تعبير ريتشارد سيشي في أبيدجان.

التزام قوي وصريح تجاه إفريقيا 

لقد عاد العديد من الخريجين إلى بلدانهم في إفريقيا لتنفيذ مشاريع مؤثرة بعد حصولهم على شهاداتهم الجامعية، مثل حمزة رخا شهام “صويت” (Sow it) وهناء بزاد “دوار تيك” (Douar Tech) بالمغرب، فيما يواصل آخرون اختاروا الاستقرار في بلدان أخرى التأثير بنشاط على القارة.

وقد اعتبر البعض أن برنامج “الحوارات الأطلسية للقادة الناشئين” نقطة انطلاق حقيقية في مسيرتهم المهنية. فقد قامت الصحفية الكولومبية إدنا فالنسيا موريو، على سبيل المثال، بإحداث شبكة واسعة النطاق، بينما قام الأرجنتيني جوليان كولومبو بتكوين صداقات ونماذج يحتذى بها من أقرانه.

إن جميع الخريجين يتشاركون قيماً وطموحات قوية، كما يتشاركها معهم “مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد”، وتتجسد في: تحسين السياسات العامة والمساواة بين الجنسين والإنصاف، وهي أمور جد مهمة بالنسبة لجوانا أوسي-توتو (غانا) وشيديوغو أكونيلي (نيجيريا)؛ وأهمية تمكين الشباب والاستحقاقية كما عبر عنها يوسف كوبو، الرئيس البلجيكي-المغربي لمنظمة “مقعد على الطاولة” (A Seat at the Table)؛ والعمل على تعزيز الشفافية في الشؤون العامة والسعي المستمر لإيجاد حلول مبتكرة تكون إفريقيا محوراً لها، حسب البريطاني بلير غلينكورس من واشنطن.

أخيراً وليس آخراً، يعتبر جميع الخريجين من برنامج “الحوارات الأطلسية للقادة الناشئين” من أنصار التفكير النقدي وتحقيق النتائج “خارج الإطار التقليدي”. باختصار، هؤلاء القادة هم مصدر إلهام لكل من الشمال والجنوب ويساهمون في مهمة “مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد” المتمثلة في تعزيز الحوار والشراكة، وبناء جسور التفاهم، وتغيير أشكال الخطاب والخرائط الذهنية القائمة في مختلف أرجاء الحوض الأطلسي من أجل مستقبل أكثر مساواة وشمولية.

بخصوص مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد

يعتبر «مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد «مركزا مغربيا للدراسات، مهمته الإسهام في تطوير السياسات العمومية الاقتصادية منها والاجتماعية والدولية التي تواجه المغرب وباقي الدول الإفريقية بصفتها جزأ لا يتجزأ من الجنوب الشامل

لبلوغ هذا الهدف، يجند “مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد” عددا من الباحثين المرموقين يسهم في نشر أعمالهم. ويستثمر في شبكة من الشركاء ينتمون لمناطق مختلفة من العالم. كما ينظم المركز على مر السنة سلسلة من اللقاءات، مختلفة المستويات، أهمها: “المؤتمر الدولي للحوارات الأطلسية” و”المؤتمر الإفريقي السنوي للسالم والأمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى